سورة آل عمران - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


تولج: تدخل.
انكل تُدخل بعض الليل في النهار فيقصُر الليل من حيث يطول النهار، وتدخل بعض النهار في الليل فيطول الليل من حيث يقصر النهار. كل هذا بحكتمك في خلق الكون، فهل من ينكر بعد هذا ان تؤتي ا النبوةَ والملك من تشاء! إن تصرّفك بشئون الناس كمثل تصرفك في الليل والنهار.
وتُخرج الحيَّ من الميت: كالعالِم من الجاهل والمؤمن من الكافر، والنخلة من النواة، والإنسان من النطفة، والطائر من البيضة.
وتُخرج الميت من الحيّ: كالجاهل من العالم، والكافر من المؤمن، والنواة من النخلة، والبيضة من الطائر.
وترزُق من تشاء بغير حساب: فتهب عطاءك الواسع من تشاء، فلا رقيب يحاسبك.
ومن كان هذا شأنه لا يعجزه ان يمنح رسوله وأصفياءه السيادة والسلطان كما وعدهم، إذا هم استقاموا على الطريقة المثلى، وساروا على الصراط المستقيم.
قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر {الميت} بسكون الياء.


الأولياء: جمع ولي: النصير والصديق. تقاة: اتقاء وخوفا.
في هذه الآية تحذير كبير من اتخاذ الكافرين أولياء، فالله سبحانه وتعالى نبّهنا في الآية السابقة أن نلتجئ اليه، وأفهمنا ان كل شيء بيده، وهنا يحذّرنا من أن نتخذ الكفارين اصدقاء وناصرين: فما دام الله وحده هو مالك الملك، يعزّ ويذل ويعطي ويمنع، فهل يجوز للمؤمنين ان يجعلوا لغير المؤمنين ولاية عليهم؟ ان في يهذا خذلاناً للدِّين واضعافاً للولاية الاسلامية، ومن يسلك هذا المسلك فإن الله يتخلى عنه. ولا يجوز للمؤمن ان يرضى بولاية الكافرين الا مضطرا، فيتقي أذاهم باظهار الولاء لهم.
وعلى المؤمنين ان يكونوا في الولاية الاسلايمة، وهي ولاية الله، ولْيحذَروا ان يخرجوا منها إلى غير ولايته، فيتولى عقابهم بنفسه، كما هو حاصل اليوم، حيث ألقى طائفة من المسلمين بأنفسهم في احضان أعدائهم وأعداء الله في الشرق والغرب، فأذاقهم الله الذل ونصَر عليهم اليهود. وهو سينصرهم لو رجعوا اليه، لا إلى مطامعهم، ووحدوا صفوفهم، وباعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله لا في سبيل الكراسي والمناصب.


قل يا محمد للذين أمرتُهم ان لا يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين: إن تخفوا ما في صدوركم من موالاة الكفار فتُسرّوه، أو تبدوه بألسنتكم وأفعالكم فتظهروه يعلمه الله، فهو الذي يعلم جميع اما في السماوات وما في الأرض. إياكم ان تُظهروا لهم موالاة، فينالكم من عقوبة ربكم ما لا طاقة لكم به.
وفي هذه الآية بيان وايضاح لقوله تعالى: {ويحذِّركم الله نفسَه} أي لأنها متصفة بعلم ذاتي محيط، وقدرة ذاتية تعم المقدورات بأسرها.. فلا تجسروا على عصيانه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8